النقد الرياضي البناء- جوهر النجاح في كرة القدم السعودية

المؤلف: سلطان الزايدي11.12.2025
النقد الرياضي البناء- جوهر النجاح في كرة القدم السعودية

النقد البنّاء يمثل قيمة عظيمة، فهو يخدم أي مشروع ويسهم في تعزيز فرص نجاحه بشكل ملحوظ. مع مرور الوقت، تتراكم الخبرات لتصبح رصيدًا ثمينًا يساعد الأفراد على تحقيق المزيد من الإنجازات وتحقيق طموحاتهم المنشودة. في عالم كرة القدم، الوضع لا يختلف مطلقًا عن هذا المفهوم، بل يؤكده ويعززه بقوة؛ وذلك لأنه مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالنجاح الذي تفرضه النتائج الملموسة على كافة المستويات والأصعدة. لهذا السبب، كان التوجه الحكيم نحو إعطاء كرة القدم المكانة الرفيعة التي تستحقها، تقديرًا لما تقدمه من قوى ناعمة تستفيد منها الدول في تعزيز مكانتها، وتساعدها على صياغة الاستراتيجيات في مختلف المجالات الحيوية، مثل الجوانب الاستثمارية الرابحة والجوانب الفنية المبتكرة وغيرها. ولكنني لا أرغب في الخوض في هذه التفاصيل الآن حتى لا أبتعد عن الموضوع الأساسي لهذا المقال، وهو مرتبط بالآراء المتباينة التي نراها من النقاد الذين يؤدون دورهم في تقييم العمل الرياضي وتقويمه وتصحيح مساره. إلا أن أكثر ما يثير استغرابي ودهشتي هو أن نجد من ينتقد أسماء لامعة بعينها، تم استقطابها بعناية فائقة لخدمة المشروع الرياضي الطموح في كرة القدم السعودية، والسعي نحو تحقيق أهدافه الاستراتيجية. وحتى أكون أكثر وضوحًا ودقة في هذه النقطة بالذات، يجب أن أقدم مثالاً حيًا من باب التوضيح والتبيين: أحد النقاد السعوديين، والذي لا يظهر أنه مارس كرة القدم على مستوى احترافي رفيع، ينتقد وجود مدرب فذ وعملاق في عالم التدريب مثل «ستيفن جيرارد» مدرب الاتفاق الحالي، ويجزم بعدم جدوى استمراره مع الفريق، متناسيًا عن عمد تاريخ هذا المدرب اللامع كلاعب أسطوري أولاً ومدربًا خبيرًا ثانيًا، والذي أمضى بالمجمل سنوات مديدة في خدمة كرة القدم وتقنياتها، هذا النقد، إذا ما اعتبرناه نقدًا موضوعيًا، يصعب قبوله واستيعابه، والأسباب جلية وواضحة للعيان؛ لأننا لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نأتي بشخص يفتقر إلى الأسس الصحيحة والخبرة الكافية في هذا المضمار، ونقبل بآرائه في عمل مدرب عالمي يمتلك إرثًا عالميًا عظيمًا وذا صيت ذائع في عالم كرة القدم، أو أن نقبل بآراء بعض الأشخاص مهما بلغت خبرتهم المتواضعة في كرة القدم المحلية في مدرب قضى أكثر من عقدين من الزمن في الدوري الإيطالي الصعب كمدرب محنك ومجرب، جميع هذه الآراء لا يقبلها لا عقل رشيد ولا منطق سليم، وكان من الأجدر بنا أن ندعم بكل قوة فكرة الاستفادة القصوى من وجود العنصر الأجنبي المتميز، سواء كان لاعبًا موهوبًا أو مدربًا قديرًا أو إداريًّا متمكنًا، مع مناقشة أدائهم وتقييم عملهم بصورة دورية ومستمرة، دون أن نتطرق أو نخوض في مدى كفاءتهم العالية التي أثبتتها وأكدتها السنوات الطويلة التي قضوها في هذا المجال الحيوي.

دمتم في خير وعافية،،،

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة